العالم

العالم




1‏السنة 132-العدد2007اكتوبر4‏22 من رمضان 1428 هـالخميس



إصابة السفير البولندي في بغداد إثر انفجار‏3‏ عبوات ناسفة
الصحف البريطانية تنتقد زيارة براون المفاجئة للعراق
وتتهمه باستغلال أرواح جنوده لخدمة مصالحه السياسية
عملاء بلاك ووتر قتلوا‏17‏ مدنيا عراقيا‏..‏
وشهود العيان يصفون واقعة ساحة النسور بأنها الجحيم بعينه

لندن ـ بغداد ـ وكالات الأنباء‏:‏

رجال اطفاء عراقيون يخمدون النيران التى دمرت سيارات موكب السفير البولندى فى بغداد وادت لاصابته ومصرع مدنى عراقى
أثارت
زيارة رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون المفاجئة لبغداد أمس الأول
حملة انتقادات واسعة داخل بريطانيا‏,‏ حيث اتهمته الصحف البريطانية بالخلط
بين السياسة والأمور العسكرية لتحقيق مصالح شخصية‏,‏ وذلك في ظل الشائعات
التي تتردد حاليا حول اعتزامه الدعوة لانتخابات عامة خلال الأيام
المقبلة‏,‏ بهدف الاستفادة من تفوق حزب العمال الحاكم في استطلاعات الرأي
العام‏ فقد تساءلت صحيفة الصن البريطانية عما إذا كانت هذه الزيارة مؤشرا
علي الانتخابات المبكرة المحتملة‏.‏ وأضافت أن هذه الخطوة المفاجئة تدفع
للتساؤل‏:‏ لماذا ألف جندي فقط؟‏..‏ وحذرته من الشكوك المثارة حول
استغلاله لأرواح الشباب البريطاني لخدمة مصالحه السياسية‏.‏

ومن
ناحيتها‏,‏ حذرت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية براون من أن الطريقة التي
يتعامل بها مع الأزمة العراقية تضر بصورته الشعبية‏,‏ فهي تصوره علي أنه
يخلط بين السياسة والقوة العسكرية‏,‏ ووصفت ما يحدث بأنه ضربة تحت
الحزام‏! ولم يسلم رئيس الوزراء البريطاني من انتقادات صحيفة الجارديان
التي عبرت عن دهشتها من هذه الزيارة‏,‏ ووصفتها بأنها تأتي من رجل تعهد من
قبل بعدم الخلط بين شئون الدولة ومصالحه السياسية‏,‏ واعتبرتها وخزة من
رجل يحاول التهرب من وعده‏.‏

ولكن بعض الصحف الأخري لم تأخذ زيارة
براون علي أنها مجرد محاولة لتحقيق مكسب سياسي‏,‏ ولكنها اعتبرتها أيضا
محاولة منه للتفوق علي المحافظين الذين أعلنوا أخيرا عن إصلاحات ضريبية
ذات شعبية واسعة‏ ومن أهم هذه الصحف الديلي ميل‏,‏ التي أكدت أن هناك شيئا
مثيرا للسخرية في إعلان براون خفض القوات البريطانية في العراق‏,‏ وتساءلت
هي الأخري عن السبب في اتخاذ مثل هذا القرار الآن‏,‏ وسط مؤتمر حزب
المحافظين المعارض السنوي‏.‏

وعلي صعيد أزمة شركة بلاك ووتر
الأمريكية الخاصة للأمن‏,‏ كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن أن‏17‏
مدنيا عراقيا لقوا مصرعهم وأصيب‏24‏ آخرون‏,‏ في واقعة إطلاق النار التي
تورطت فيها عناصر الشركة في‏16‏ سبتمبر الماضي في ساحة النسور‏,‏ وليس‏10‏
قتلي كما كان يعتقد من قبل‏ ونقلت الصحيفة عن شهود عيان تأكيدهم أن عناصر
الشركة أطلقوا النيران علي طبيب عراقي‏,‏ كان في جولة مع والدته وأردوه
قتيلا‏.‏

وعندما فقد الرجل السيطرة علي سيارته‏,‏ وواصل السير
باتجاه السيارة التي تقل عناصر بلاك ووتر‏,‏ سارعوا بالرد بوابل من
الطلقات النارية أردت الأم قتيلة وعددا كبيرا من المارة الذين أصيبوا
بحالة من الذعر بسبب الاضطراب المفاجئ في الشارع‏,‏ وأعقبوا ذلك بإطلاق
نار آخر بالقرب من ساحة النسور‏,‏ وهي الواقعة التي لم يتم الإعلان عنها
من قبل‏.‏

والخلاصة‏..‏ فإن تقرير نيويورك تايمز يؤكد أن فريق بلاك
ووتر لم يتعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين‏,‏ أو أنه كان يحاول الدفاع عن
نفسه‏,‏ كما ادعت الشركة من قبل‏ كما وصف شاهد عيان آخر واقعة ساحة النسور
بأنها كانت الجحيم بعينه‏,‏ وأكد أن عناصر بلاك ووتر تحولوا إلي إرهابيين
في تلك الساعة‏.‏

كما أشار رجل أمن كان يشرف علي تنظيم المرور إلي
أن عناصر بلاك ووتر بدوا متوترين وألقوا زجاجات المياه علي عناصر الأمن
العراقي في الطريق‏,‏ وقادوا سيارتهم بالاتجاه المعاكس‏,‏ مما أجبر
القائمين علي تنظيم المرور علي إيقاف حركة السيارات المدنية لإفساح المجال
أمامهم‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي خرج فيه إريك برينس‏,‏ مدير عام
شركة بلاك ووتر‏,‏ عن صمته للدفاع عن أفراد شركته أمام الكونجرس
الأمريكي‏,‏ في قضية إطلاق النار في بغداد‏,‏ وأكد أنهم تصرفوا بطريقة
مناسبة‏ وقال ـ خلال جلسة استماع أمام لجنة برلمانية في مجلس النواب ـ إن
سقوط أبرياء أمر مأساوي‏.‏ وأشار برينس ـ الذي أسس هذه الشركة قبل عشر
سنوات ـ إلي أنه وقع ضحية ادعاءات سلبية لا أساس لها قدمت علي أنها
الحقيقة‏.‏

وأضاف أن الشركة لديها فريق من المحترفين الذين يجازفون
بحياتهم لحماية الأمريكيين في أوضاع خطرة في الخارج‏,‏ رافضا كل الاتهامات
الموجهة إلي عناصره بالتصرف بشكل عشوائي‏ ويذكر أن برينس مليونير أمريكي
يبلغ من العمر‏37‏ عاما‏,‏ كان عضوا سابقا في وحدة خاصة بالبحرية
الأمريكية‏,‏ شارك في مهام بالبوسنة والعراق والشرق الأوسط‏.‏

وعلي
صعيد آخر‏,‏ وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية‏377‏ صوتا مقابل‏46‏ صوتا
علي مشروع قرار يمنح الرئيس جورج بوش مهلة شهرين‏,‏ يقدم خلالها خطة
للكونجرس تقضي بسحب القوات المقاتلة من العراق وتكليف القوات الباقية
بمهام أخري‏ وبموجب مشروع القرار غير الملزم‏,‏ ينبغي علي وزير الدفاع
الأمريكي روبرت جيتس أن يرفع للكونجرس خلال‏60‏ يوما خطة الانسحاب التي
يجب أن تتضمن تحويل مهمة القوات المتبقية إلي مكافحة الإرهاب‏,‏ وتدريب
القوات العراقية‏.‏

ومن ناحيته‏,‏ أشار الجنرال راي اوديرنو‏,‏
مساعد قائد القوات الأمريكية في العراق‏,‏ إلي أن سحب فرق أمريكية قتالية
من العراق يمكن أن يؤدي إلي زيادة في أعداد القوات المتخصصة في التدريب
والدعم اللوجسيتي‏ وأضاف أنهم سينتقلون في نهاية الأمر من الفرق القتالية
إلي الفرق الانتقالية المكلفة بمهام تدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية‏.‏
كما أشاد القائد الأمريكي بتراجع مستوي العنف في العراق خلال شهر
سبتمبر‏,‏ مقترحا علي الحكومة العراقية بذل المزيد من الجهد علي صعيد
تحسين الخدمات الأساسية‏.‏

وفي الوقت نفسه‏,‏ أكد الرئيس العراقي
جلال طالباني ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تضم القوي السياسية التي
انسحبت‏,‏ بعد أن تلبي الحكومة الحالية معظم مطالبها المشروعة ـ علي حد
قوله‏ وجدد طالباني ثقته برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي‏.‏ وقال إنه
لا بديل عنه لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة‏,‏ وطالب جميع القوي السياسية
بتقديم تنازلات للخروج من هذا المأزق‏.‏

وعلي الصعيد الأمني‏,‏
أعلن روبرت سزوانياوسكي‏,‏ المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية عن
إصابة السفير البولندي في بغداد إثر انفجار‏3‏ عبوات ناسفة لدي مرور موكبه
في حي الرصات بوسط بغداد‏,‏ وذلك في حادثة أسفرت عن مصرع مدني وإصابة
ثلاثة آخرين‏,‏ في الهجوم الذي أسفر عن تدمير سيارات الموكب البولندي
الثلاث